أراضٍ بديلة.. و250 ألف جنيه للفدان انسحابات واعتراضات دون التوصل لاتفاق.. وقائع ما جرى في اجتماع كامل الوزير وأهالي رأس الحكمة

📌 شهد الاجتماع الأول لوزير النقل، الفريق كامل الوزير، مع أهالي ومشايخ وعُمد مدينة رأس الحكمة، مشاحنات وغضب، وانتشرت فيديوهات عدة تُظهر انسحاب بعض الأهالي، رفضًا لمقترح التعويضات المقدمة من الحكومة، مقابل إخلاء منازلهم وأراضيهم بعد صفقة تطوير المنطقة لصالح شركة أبوظبي القابضة التابعة للحكومة الإماراتية.

◾ #متصدقش تواصل مع مجموعة من أهالي رأس الحكمة، أحدهم كان حاضرًا للاجتماع، لننقل الصورة الأقرب لما حدث، وموقفهم من خطة التعويضات المقدمة من الحكومة.

⭕️ غضب وانسحاب

 ◾ خلال اجتماع الأهالي مع الفريق كامل الوزير يوم الاثنين 26 فبراير 2024، عرض ممثل الحكومة، 200 ألف جنيه تعويض مقابل كل فدان، إضافة إلى إقامة مشروع سكني بديل لهم في الجهة القبلية من الطريق الساحلي الدولي. 

◾ آثار مقترح وزير النقل، غضب الأهالى وانسحب بعضهم من الاجتماع، معترضين على قيمة التعويض المطروحة، وعلى المشروع السكني البديل المطروح للأهالي، بحسب أحمد سيد*، الذي حضر الاجتماع وتحدث لـ #متصدقش.

⭕️ رفض للتعويضات

◾ عرض الوزير 200 ألف جنيه مقابل كل فدان، لكن الأهالي اعترضوا على ذلك خلال الاجتماع، بحسب سيد*، مُضيفًا أن العمد والمشايخ توسطوا لدى الوزير بعد نهاية الاجتماع، والذي أخبرهم أنه بعد عرض الموقف على رئيس الجمهورية، سيكون تعويض الفدان 250 ألف جنيه.

◾ وأشار سيد* إلى أن المنازل لم يتم تحديد قيمة التعويضات المطروحة لها بعد، إذ أشار الوزير إلى أنه سيتم تقييم كل منزل على حدى.

◾ عمر فتحي* أحد أهالي رأس الحكمة الذي يمتلك منزل مساحته 150 متر مربع، وأرض مساحتها 2 فدان، يقول لـ #متصدقش، "لو الموضوع (خروجنا من الأرض) اختياري مش طالع لو اتعرض إيه، بس لو هتطلعني ادّيني تمن حلو.. يعني الفدان متوسط سعره مليون، والبيت جنبينا في سيدي حنيش المتر بيتباع فيه بـ 20 ألف..  إحنا مع الاستثمار، ومع الدولة تنتج بس ماتجيش عليا، عوضني واديني حقي وخد حقك".

◾ التفرقة في التعويضات بين أبناء القبائل: يوضح فتحي* أن أهالي رأس الحكمة هناك منهم من يسكن في الأراضي التي طلبت الدولة إخلائها في 2018، واتفقوا حينها على تعويض بقيمة 150 ألف جنيه للفدان، والتنازل عن المنازل بمتوسط سعر من 2000 لـ 5000 جنيه للمتر، وهناك القاطنين في الأراضي الجديدة التي تطلب الدولة إخلائها حاليًا.

◾ اتفقت الدولة حينها على صرف الـ 150 ألف مقابل الفدان على مرحلتين، كل مرحلة 75 ألف، تُصرف المرحلة الأولى قبل الإخلاء والمرحلة اﻷخرى بعدها، بحسب فتحي*.

◾ يوضح سيد* أن وتيرة صرف التعويضات كانت تسير ببطئ، "كل 3 شهور مثلًا كانت بتيجي شيكات نصرفها.. أنا مثلًا لدي منزل تم تقييمه بـ 250 ألف في 2021، وصرفت الشيك من 10 أيام"، وحتى الآن هناك أهالي لم تصرف تعويضاتها.

◾ يشير سيد*، إلى مشكلة انخفاض قيمة التعويض القديم حاليًا.  "هناك أهالي سيتم تعويضهم بـ 150 ألف جنيه، وآخرين بقيمة 250 ألف، والطرفين ممكن أن يستلموا تعويضهم حاليًا، "عرضنا على الوزير أن يكون التعامل واحد..لكنه قال أنا بتكلم عن الجديد فقط".

◾ ويُضيف: "قلتله يا معالي الوزير كل سنة بتجيلنا في الأول قلت هناخد 2 كيلو (عرض) وهنسيبلكم الباقي.. بعد كده فاجئتنا وقلت هتاخد الـ 4 كيلو التانيين..دلوقتي إحنا ولاد عم وكلنا في مركب واحدة ومحدش طلع من الـ 2 كيلو التانيين… إزاي فيه اللي هيتكيّل بـ 150 وفيه اللي هيتكيّل بـ 250؟ 150 دلوقتي غير من 6 سنين، لو كنا خدنا فلوسنا من 2018 مكناش هنتكلم.. دلوقتي هتسبوا عداوة بين القبائل هتعمل فرق".

⭕️ مشروع سكني بديل

◾ اعتراض الأهالي على المشروع السكني البديل، الذي تطرحه الحكومة مقابل إخلاء أرض المشروع للمستثمر الإماراتي. بحسب أحد أهالي رأس الحكمة، اقترح وزير النقل، إقامة مشروع بديل للأهالي شمال الطريق الساحلي (قبلي) "يمتد بطول 7 كيلو غربًا وبعرض من 2.5 حتى 3 كيلو، من كوبري فوكة حتى شقوق عميرة بمحافظة مطروح..الدولة هتدخل فيه كهرباء وغاز ومياه، وعلى أن يخصص لكل أسرة قطعة أرض، وهيبقى جوامع ومولات ونوادي".

◾ لكن بحسب سيد* اعترضت القبيلة التي تسكن الأراضي هناك على ذلك، ورفضت استقبال أهالي من قبائل أخرى، ورفضوا السماح لمعدات الدولة بالدخول للأراضي الواقعة في نطاق إقامتهم.

 ◾ يقول حامد سعد* أحد أهالي رأس الحكمة لـ #متصدقش "سبب الرفض إن عندنا قبيلة وكل قبيلة عارفين بعض، والأهالي دول هتحطهم فين، هتطلع قبيلة دي تحطها فين مينفعش تحطها مع قبيلة تانية، ده غير إن اللي عنده أرض 2 أو 3 فدان كان بيزرعهم تين وزيتون، هيبقى محتاج مساحة قدهم لأن ده مصدر رزق".

⭕️  وعود حكومية قديمة وقلق الأهالي

◾ حاول #متصدقش التواصل مع د.وليد عباس نائب رئيس هيئة المجتمعات العمرانية لقطاع التخطيط والمشروعات، لسؤاله عن قيمة التعويضات المعروضة من الدولة، والرد على اعتراضات الأهالي، إلا أنه لم يجب على اتصالاتنا.

◾ خلال إعلانه عن صفقة "رأس الحكمة" يوم 23 فبراير 2024، شدد رئيس الوزراء د. مصطفى مدبولي، على إنه سيتم تعويض الأهالي تعويضًا ماليًا وعينيًا، وأن الدولة لن تتخلى عنهم، وهو ما أكّد عليه المسؤولين بعد ذلك.

◾ خلال لقاء إعلامي لعباس، في 24 فبراير 2024، أشار إلى أنه سيتم إنشاء مدينة حضارية لتعويض أهالي رأس الحكمة، وأن المواطن سيختار التصميم الذي يريده، وسيتم بناء منزل له لينتقل إليه، وستكون جاهزة خلال 3 إلى 6 أشهر.

◾ ورغم ذلك يشعر الأهالي بالقلق من عدم حصولهم على تعويض عادل، رغم أن الوزير كان "مسالم واللي انت عايزينه هنعمله ليكم، أنا جاي عند عيالي… (لكن) حصل تأخير في الوعود اللي اتقالت قبل كده".

* أسماء مستعارة.