- ناس كتير بعتت تسألنا عن فيديو منتشر على موقع "يوتيوب"، يظهر لقطات من سد النهضة مع تعليق: "لقطات جوية تبين فشل إثيوبيا فى المرحلة الاولى لملىء سد النهضة وغرق غرف التوربينات". - الفيديو فيه تعليق صوتي بيقول: "نشاهد لقطات جوية بثها التليفزيون الإثيوبي عن بداية ملء سد النهضة ونهاية المرحلة الاولى، وكما تشاهدون البحيرة امتلأت عن آخرها، ودي حاجة مش تضر مصر دي في مصلحة مصر، لإن إثيوبيا عملت سدود كتير قبل كده، وكانت مشكلتها نسبة الطمي العالية جدا تؤدي إلى أن المياه تخرج من فوق السد، وده اللي هنشوفه في الفيديو ده، وده اللي حصل للسودان، وسبب ضرر، ارتفعت منسوب المياه بشكل مفاجئ… وده حاجة مبشرة وده دليل أن الطمي بياخد مساحة كبيرة جدا".
– الكلام ده غير صحيح، وفيه مغالطات كتير، هنوضحها هنا:
أولًا: اللقطات اللي في الفيديو كلها صحيحة، ومصدرها التليفزيون الرسمي الإثيوبي والقنوات الإثيوبية، وتم بثها بعد إعلان الانتهاء من عملية الملء الأول لبحيرة السد بنجاح في 22 يوليو الجاري.
– اللقطات تم بثها بشكل رسمي وسط احتفاء رسمي وشعبي كبير بنجاح الملء الأول لبحيرة السد.
ثانيًا: ملء بحيرة سد النهضة بدون اتفاق وتنسيق يضر مصر، وممكن يقلل حصة المياه الواردة إليها، وده سبب سعي مصر على مدى 10 سنوات للوصول إلى اتفاق ملزم مع إثيوبيا حول ملء وتشغيل السد. مش زي الفيديو مبيقول إنه “في مصلحة مصر”.
ثالثًا: السعة الإجمالية لبحيرة سد النهضة هي 74 مليار متر مكعب، وعملية المرحلة الأولى استهدفت ملء 4.9 مليار متر مكعب فقط، بما يسمح لها لارتفاع يوازي أدنى نقطة على جدار السد، ويسمح لإثيوبيا باختبار أول مجموعة من التوربينات التي تولد الطاقة الكهربائية.
– ده يعني إن حتى الآن لم يتم ملء سوى 6.6% من بحيرة السد، مش امتلأت عن آخرها كما يقول الفيديو المنتشر، ويعني أيضًا أن هبوط المياه من على السد أمر طبيعي ومخطط له لاختبار التوربينات.
رابعًا: قُبيل إعلان إثيوبيا انتهاء الملء الأول لسد النهضة، اشتكت السودان من نقص منسوب المياه الواصل إليها، لكن من يومين، أعلنت ارتفاع منسوب المياه في النيل بسبب “نزول أمطار في الهضبة الإثيوبية خلال اليومين الماضيين أدت إلى ارتفاع في مناسيب النيل الازرق”، ودعت المواطنين إلى اتخاذ الحيطة والحذر حفاظًا على أرواحهم وممتلكاتهم.
* مصر اتفقت مع إثيوبيا والسودان، على مواصلة المفاوضات، للتوصل إلى اتفاق ملزم بخصوص سد النهضة، بعد فشل جولة المفاوضات الأخيرة، وإعلان إثيوبيا الانتهاء من التخزين الأولي لبحيرة السد بنجاح. ومن المقرر استئناف المفاوضات يوم 3 أغسطس المقبل.
مَا من حوار مَعك بعدَ الآن يا محمد..
— متصدقش (@matsda2sh) December 5, 2022
بمزيد من الحزن والألم، ينعى فريق عمل "متصدقش"، صديقنا، وشريكنا المؤسس، الصحفي محمد أبو الغيط.
قاوم أبو الغيط، مرض السرطان، بصبر وشجاعة نادرة، ورضا بقضاء الله حتى آخر لحظة. pic.twitter.com/9lywyhUbzK