## هل مصر فيها ١٩ ألف مصاب كورونا؟ ** ناس كتير بعتت تسألنا عن حقيقة أن الصحافة العالمية قالت إن مصر فيها ١٩٠٠٠ حالة والحكومة مخبية. - مصدر الكلام ده هو "داكلون والش"، مراسل جريدة النيويورك تايمز الأمريكية، The New York Times في مصر، على حسابه على تويتر لكن متنشرش في جريدته، وأيضا مراسةل الجارديان روث مايكلسون ودي نشرها ضمن سياق تقرير بالجريدة فيه آراء تانية. The Guardian - هما الاتنين بينقلوا كلام دكتور كندي متخصص بالأوبئة اسمه إيزاك بوجوش، أتكلم عن دراسة عملها مع زملائه الكنديين "ديفيد فيش مان"، و"آشلي تويتي"، ونشر "ثريد" على اكاونته على تويتر بنتائج الدراسة ومنهجيتها. * الدراسة من حيث الشكل متنشرتش في أي جهة علمية تمنحها مصداقية. ## خلفية هامة للفهم: - أي دراسة علمية عشان يتم الاعتراف بيها مفروض تخضع لحاجة اسمها peer review يعني بتتقدم لجهة نشر علمية مُحكمّة، يعني خبراء بيقيموا "منهجية البحث" ويقولو ده ينفع يكون فرضية علمية ولا لا. - حتى لما البحث بيتنشر بالشكل مش معناه بالضرورة ان كلامه صح، ده معناه بس ان "المنهجية" علمية، لكن دقة النتائج بعدها بتخضع لعوامل تانية زي ان حد تاني ينشر دراسة تؤيده أو يستشهد بيه في دراسته فيبقى cited أو العكس تطلع دراسة ضده. - الدكتور ايزاك بقى كتب أنه حاول ينشرها في موقع مخصص للدراسات pre-print، ودي مرحلة مبدئية خالص قبل المراجعة دي كلها، لكن نشرها ترفض "بسبب غريب" odd reason حسب كلامه، لكن لم يوضح إيه هو السبب. لكنه قال انه بعدها قدم ورقته برضه لمنظمة الصحة العالمية ومجلة علمية، وبالتالي هوا لسه في مرحلة الانتظار هل سيتم قبول منهجيته العلمية ولا لا. الورقة اتنشرت في مجلة اسمها medrxiv ودي مخصصة فقط للدراسات Pre-Print وكاتبين في أول سطر فوق الدراسة تنبيه بخط كبير: "هذه المقالة غير مُحَكمة حتى الآن، ولم يتم تقييمها، لذلك يجب ألا تستخدم لإرشاد الممارسة الطبية العملية"، وهنا بيضيفوا لينك لشرح أكتر وكاتبين فيه أن الموقع مخصص فقط للأوراق دي لان التحكيم العلمي بياخد وقت، فبننشر هنا فقط للأطباء يتناقشوا مع بعض. - وكاتبين "نحث أيضًا الصحفيين والأفراد الآخرين الذين يقدمون تقارير حول الأبحاث الطبية لعامة الناس على مراعاة ذلك (أنها أبحاث غير محكمة) والتأكيد على أنها لم يتم تقييمها بعد من قبل المجتمع الطبي وقد تكون المعلومات المقدمة خاطئة". ## ايه اللي موجود في الدراسة دي: * الدكتور إيزاك في المنهجية بتاعته بيشرح انه وفريقه اشتغلو على أرقام السفر إلى مصر وبيقيسوها على نسبة الحالات، فبيقول انه لقى ان مصر زارها ٨٥٠ ألف مسافر في شهر فبراير منهم ٦٠٪ سياح، والدول اللي جالها حالات كورونا من مصر تمثل ٥٪ من المسافرين وحيث أن السائح بيقعد في مصر متوسط ١١.٥يوم، ومعدل العدوى كذا وعوامل أخرى كذا يبقى الناتج كذا. * الحقيقة إننا منقدرش نقول المنهجية بحد ذاتها صح ولا غلط، ده محتاج خبراء إحصاء يدققوا في كل التفاصيل، وده مفروض شغل "البيير ريفيو" لكن هوا زي ما قلنا لسه ممشيش في الطريق ده لآخره. * لكن الدكتور ايزاك نفسه كاتب في أول تغريدة في الثريد أن CI اللي هيا confidene interval يعني بتبسيط دي حاجة زي متوسط النتيجة بعد حساب عوامل الخطأ والاحتمالات مصر فيها عدد حالات بين ٦٠٠٠ إلى ٤٥ ألف فالمتوسط ١٩٠٠٠، لكن ده مدى واسع جدا اكتر من ٨ اضعاف، ما يقلل من قوة أي نتائج إحصائية. * كمان الدكتور ايزاك طلع كاتب جوا الثريد إنه بيرجح أن العدد الأقرب هوا الحد الأدنى ٦٠٠٠ وده بناء على أن السياح اللي كانوا في مصر بمراكب سياحية تانية غير مركب الأقصر اللي حصل فيه انتشار الحالات طلعت نتايجهم سلبية، ولما بدأت انتقادات تجيله رجع أكد على النقطة دي، وقال انه بيحب مصر ويتمنالها كل الخير. * عشان كده مراسل نيويورك تايمز كتب أنه حذف تغريدته ويعيد نشرها مع المزيد من التوضيح عشان النقطة دي. ## لكن هل وارد مصر يكون عندها حالات أكتر من المعلنة؟ - أيوة ده أكيد زي كل دول العالم، لأن الأعراض بتتأخر في الظهور وخلالها ده بيكون شخص عادي جدا، ودي اكتر حاجة بتقلق في المرض ده. - العالم بيعتمد على تحليل الـ PCR اللي بيكشف الحمض النووي للفيروس، وده حسب إرشادات منظمة الصحة العالمية نفسها مش بيتعمل إلا لحالة مشتبه بها مش لأي حد. - عشان كده بشكل عام فيه دول تانية كتير بتعمل شغل احصائي و"نماذج رياضية" عشان يحاولو يفهموا الفارق بين الحالات اللي تم اكتشافها والحالات المختفية، وده يخضع لعوامل كتير حسب كل دولة. **مثال توضيحي: - مثلا في رسم البياني ( موجود في المصادر ) من مجلة الجمعية الطبية الأمريكية، بناءً على بيانات المركز الصيني لمكافحة الأمراض كل عمود باللون البرتقالي هو العدد الرسمي اليومي للحالات في مقاطعة هوبي اللي فيها مدينة ووهان مركز المرض، وكل عمود باللون الرمادي هوا العدد الحقيقي في اليوم ده زي ما فهموا بعدها. *** مثلا في 21 يناير لما حصل ارتفاع كبير بالحالات إلى 100 حالة مؤكدة، كان في الواقع حصل 1500 حالة جديدة، يعني الحقيقي 15 ضعف الرسمي!. - بعد يومين لما العدد الرسمي تضاعف إلى 400 حالة جديدة، كان في الواقع العدد الحقيقي 2500 حالة جديدة. - ونلاحظ انه من وقت إغلاق مدينة ووهان في 23 يناير، وبعدها 24 يناير لما تم اغلاق 15 مدينة تانية الفارق بين الحالات الحقيقية الجديدة والحالات المكشوفة انخفض جدا لحد ما اتعكس وتمت السيطرة على المرض بإجراءات الصين المشددة. (هتلاقو تفاصيل أكتر لشرح الكلام ده في مقال مترجم للعربية في المصادر). - من الكلام ده بنفهم أن مسألة وجود فارق دي حاجة معتبرة في العالم كله، لكن برضه حسابها احصائيا مسألة معقدة وعايزة جهد علمي كبير لجعل الحسابات ذات مصداقية. * الجانب التاني اللي أتكلم عنه أطباء في نقاش الأرقام هوا مقارنة أرقام الوفيات والحاجة للعناية الطبية. - عالميا نسبة الوفيات 3.4٪، ونسبة الحاجة للمساعدة الطبية 17-19٪، ونسبة الحاجة للعناية المركزة 5٪. يعني لو مصر فيها حوالي 20 ألف حالة كان حوالي 4000 منهم راحو مستشفيات، و1000 منهم في العناية المركزة ومات حوالي 680، ودي ارقام محدش يقدر يخبيها، وبالتالي تشكك في الرقم اللي اتقال. * يعني الخلاصة علميا فعلا كل الدول بما فيها مصر عندها أعداد تانية منعرفهاش، والرقم الرسمي مش هوا كل المصابين( فترة حضانه الفيروس قد تصل لـ٣ أسابيع)، لكن برضه الرقم اللي اتقال 19 ألف ده لا يوجد ما يدعمه علميا في الوقت الحالي.
مَا من حوار مَعك بعدَ الآن يا محمد..
— متصدقش (@matsda2sh) December 5, 2022
بمزيد من الحزن والألم، ينعى فريق عمل "متصدقش"، صديقنا، وشريكنا المؤسس، الصحفي محمد أبو الغيط.
قاوم أبو الغيط، مرض السرطان، بصبر وشجاعة نادرة، ورضا بقضاء الله حتى آخر لحظة. pic.twitter.com/9lywyhUbzK